رمضانيّة .."  

Posted by: زَينبْ in


رمضانُ..
كم نشتاقُ لكْ
لضياء وجهكَ في الفلَكْ
الطهر فيك، ومنك لك

سبحانهُ من كرّمَكْ

فيكَ النفوسُ الظامآتُ
تؤمل المولى القبول

ومن العيونِ الخاشِعاتِ
تجودُ بالدمعِ الهطُولْ

وتطوفُ ذكرًا في المساءِ..
وفي البكور وفي الأصيلْ

تسمو وفي معراجها
طهرٌ برى القلبَ العليلْ

رمضان كم نشتاقُ لكْ


،

تسقي عزائمنَا بصبرٍ
.. دونهُ كل الحدودْ

فنصومُ فيكَ محررين
عن المآثم والقيود

لله ترتحل الجوارحُ في ركوعٍ أو
سجُودْ

والروح تصعد للسما..
وملائك المولى شهودْ

في ليلةِ القدرِ التي
فاضت سلامًا للوجودْ

تتنزل الرحماتُ في
ها من لدن ربٍّ ودُودْ

،


رمضان..
 هل غيثٌ من الآلاءِ أنتَ أم السعودْ؟

رمضانُ ..
كم بابًا فتحتَ.. تحفُّهُ ريحُ الخلودْ

نبعُ القلوبِ الصادياتِ وفيكَ ما أحلى الورُودْ

ولجنةِ الرّضوانِ مسرىً كنتَ يا شهرَ الوعودْ

رمضان ..

كم نشتاقُ لكْ
كم تشرق الدنيا معكْ
سبحانه من كرّمك

سبحانهُ من كمّلَكْ
في استقبال أول لياليهِ الكريمة،
29-8-1431
..

[ علمتني الحياة "2"| أزمة التخلُّف ]  

Posted by: زَينبْ

وهل أُمة سادت بغير التعلم..؟

أزمة التخلف ،

ماهي مشكلة هذه الأمة؟
خمسة أزمات رئيسية تعصف بالأمّة:
1- السلوك
2- التخلّف
3- الفاعليّة
4- القيادة
5- الفكر والهويّة

خصص لبعضها حلقات ووعد ببرامج قادمة تتناول البعض الآخر.

*.. نحن متخلفون عن النموذج الإسلامي والغرب كذلك لأنه يرفعهم لأعلى من ذلك
متوسط الإنفاق على البحث العلمي من 2000-2007
في سبع دول عربية: سعودية مصر والجزائر والسودان والأردن والكويت والمغرب
ربع من واحد في المئة
0.25%
إسرائيل 4.58%


معظم التخلف أسبابه داخلية
بعض أسباب التخلف:

1- الاستبداد السياسي وقمع الحريات والديموقراطية وانتهاك حقوق الإنسان.

سيدنا عمر لما رأي الكل يهابه فوقف مرة على المنبر وقال
ما تقولون لو قلت برأسي للدنيا هكذا ومال برأسه فسكتوا فكرر عليهم
فقال: ما تقولون
فوقف له سلمان الفارسي الذي كان عبدًا فتحرر وليس بعربي، وقال:
والله يا أمير المؤمنين لو قلت برأسك للدنيا هكذا لقمنا لك بسيوفنا هكذا
فقال عمر الحمد لله خشيت ألا يكون في المسلمين من يقوم عمر بسيفه إذا اعوج
,

"لا إبداع بدون حرية
,
2- ميراثنا التاريخي 400 قرن من الاستعمار
3- ضعف العلم الشرعي وفهم علماء الشريعة للحياة
ما زال أسلوب التعليم الشرعي بسيط وغير متقدم
4- المبالغة في الصرف على الأمن على حساب التنمية
5 - أمة رضت بالاستيراد على حساب الصناعة المحلية
6 - عدم الاهتمام بالتخطيط، ننسب القصور لنظريات المؤامرة
7- وجود التبريرات للتخلف بشكل دائم
8 - ضعف السياسة التعليمية وعدم ربط سياسات التعليم بمخرجاتها من خطط التنمية
ومستوى التعليم المتردي
9 - وسائل التعليم وتراجع وسائل الإعلام عن نشر الفكر العلمي والعقلاني
والاكتفاء بالتسويق لشخصيات سطحية هزيلة
10 - من المدخل الديني انتشار ثقافة الخرافة والشعوذة وتفسير الأحلام
11 - الفساد المالي وفقدان الشفافية

ولا يمنع ذلك من وجود من الأطماع الخارجية لكن لولا وجود الاستبداد والفاسدين لما وجدت الأطماع
لا بد أن نركز على داخلنا
على مستوى وزارات وشركات والحركة الإسلامية..*

أرقام:
تقرير التنافسية العالمية
سنوي صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي
الأداة الرئيسية لصانعي القرار في القطاع الحكومي العام أو الخاص
ويقيس مدى تقدم الدول في كافة الجوانب وأساسها الاقتصاد؛
أول 30 دولة
بالمراتب الأولى سويسرا وأمريكا وسنغافورة،
دولة إسلامية احتلت مرتبة وهي قطر 22
الإمارات23
ماليزيا24
إسرائيل 27!
ثم السعودية 28- الصين 29 - تشيلي 30

::

التخلف عقلية متخلفة لا صناعة ولا علوم
إذا أصاب أمة يصيب كل شيء فيها، ما نعاني منه:

التخلف الديني ::
- ظهور تيارات الفكر المنحرف وانتسابها للدين
- الإرهاب والتدمير باسم الدين؛
عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس
أحب أن يزور كنيسة القيامة معه صحابة وقسيس
حان وقت صلاة الظهر وأذن لهم القسيس قال لا لا أصلي هنا
حتى لا يأتي أحد في يوم من الأيام يقول عمر صلى هنا فهذا مكاننا
هذا مكان للنصارى وليس للمسلمين!

- تضارب الفتوى بهذه الطريقة وبروز الفتاوى الشاذة،
لا بد من التشاور في البحوث والفتوى

- والأسوء الانشغال بالأمور الهامشية رضاع الكبير وو..
طلبة العلم جزء من التقدم أو التخلف، وليس العلماء فقط.

التخلف الاقتصادي ::
 التأخر في الصناعة
الديون الضخمة على معظم الدول الإسلامية.

التخلف السياسي ::
عدم تحقيق اكتفاء ذاتي
غياب البرامج والخطط السياسية التعددية
فقدان الحريات
يقع البلد تحت الاحتلال ويرضى الناس..

التخلف الاجتماعي ::
تهميش المرأة في عالمن
حقوقها الاجتماعية المالية والاجتماعية

التخلف العسكري
التخلف العلمي
التخلف الثقافي
التخلف الرياضي

..

"الدين هو المعاصرة"
هو التقدم والتخلف بكل أشكاله يتنافى مع الدين

ثالوث التخلف:
الجهل + الفقر + المرض
تخلف عقلي = تخلف اقتصادي = تخلف بشري
رغم أن الأمل موجود والتطور قد نال الكثير من هذه الجوانب

التقدم مبدؤه من الفكر والقيادة

مبادئ أساسية لا بد من معرفتها:
- علينا أن نفرق بين عداوتنا التاريخية وصراعنا التاريخي معهم
وطرق الاستفادة من أسابب تقدمهم وتطورهم، حتى إسرائيل
والحكمة ضالة المؤمن

- التقدم مسؤولية الفرد كما هي مسؤولية الأمة كلها
ليست حصرًا على العلماء والقادة.

ما هو التغيير الحضاري؟
عملية الانتقال من واقع سيء إلى رؤية منشودة
نعرف واقعنا
نعرف الرؤية المنشودة
نعرف الخطة التي نحتاجها للوصول للرؤية
نعرف المقاومة وما يمنعنا عن تحقيق الرؤية ..

مجموعة مشاريع اقترحها الدكتور ويعتبرها ضرورية للتقدم:
وهي مشاريع لمؤسسات كبرى على مستوى الأمة
- مؤسسة فكر تبلور منهج معاصر لتطبيق الشريعة.
- مراكز لإعداد القادة عامة وتخصصية
- تغيير جذري لمؤسسات الإعلام داخليا وخارجيًّا
- إطلاق الحريات السياسية
- تطوير التعليم تطوير جذري
- الاقتصاد وقضايا الوقف فهو صنع الحضارة الإسلامية
التقدم أن نكون مع النبي في كل ما يفعل فنتقدم على أهل زماننا
السابقون السابقون أولئك المقربون

يقول الإمام أبو حامد الغزالي:
ما سرني أن لي حمر النعم، ولا أكون في الرعيل الأول مع محمد عليه السلام وحزبه
يا قوم: فاستبقوا السباق وكونوا وجلين من التخلف والانقطاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


طيورٌ في جنّة غزّة  

Posted by: زَينبْ in

نعم هي جنّة، جنّة النّضال.. جنّة الصّبر وجنّة الأمل
جنّةٌ تكشف وجه الحقائقِ وتخلع الأقنعة عن تماثيل الزّيف التي تحترف الكذب
والخيانة، وتُجهزَ على آخر ما تبقى من كرامة، ومروءة!

ولا عجب، فهي ابنةُ فلسطين..
فلسطين التي تهدي بعمرِ نضالها عمرًا آخرَ للبشريّة
محفوفًا بالنّورِ ومعاني الحريّة والأخوّة والإنسانيّة..
ملامحُ جنّة! يطيّب الله بها عيش المؤمنِ لتعبرَ به نحو جنّة الآخرة..


طيور ساقتها رياح السّماء إلى أرضِ غزّة،
تصدحُ نشيدًا هذّبتهُ روحُ العزّة، فاشتدّ ساعدُهُ الغضّ ليحمل هم القضايا الكبرى
ويعبرَ برسالتِهِ مُعبّرًا عن روح الفنّ وأثره على الحياة
لستُ أكتب كلماتي تقديسًا لأحد، ولا محاباة لأحد،
ولستُ أرفعُ من قدسيّة القناة ولا القائمين عليها، كما أن هذا ليس بموضع مناسب لسرد رؤيتي الخاصة حول بعض منهجياتها
التي قد أختلف قليلًا معها، ولكن من الواجبِ علينا أن نشدّ على أيدي المُبادرين والعاملين في نصرة قضايانا في شتّى الثّغور،
أن نشكرهم، ونحييهم، أن نكون قلبًا واحدًا، فكلنا نعمل لغاية واحدة وهدف واحد وإن تعددت الوسائل.


إن الفنّ في حقيقتهِ هو روحٌ رساليّة تتجاوز حاجزَ الزّمان والمكان
تُجاوزُ بالإنسانِ حاجزَ فرديّتِهِ وطموحاتِهِ الضيّقة لفضاء أوسع باتساع الإنسانيّة..

يقول الشّاعر العراقي بلند الحيدري: "الفن بقدر ما يحدده وضع اجتماعيٌّ مُعيّن في فترة زمنيّة ما، بقدر ما يتجاوز هذا الوضع خالقًا إلى جانبِ لحظته التاريخيّة لحظة إنسانيّة مشتركة، أو وعدًا بلحظة إنسانيّة أعمق!
ومن هنا تكمن قدرة الفن على التأثير الذي يتخطّى اللحظة التاريخيّة، ويمارس فعل الفتنة الخالدة" .. (1)

وفي نظري، لمّا تكونُ تلكَ الرسالةُ القيميّة هي أصلٌ في دينِنَا، بل واجبٌ على الفرد، فيأتينا الهدي المحمّدي برسالته:
"ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته" -  صحيح الجامع
معبّرًا عن واجب النّصرة بكل ما أوتي المرء من هبات ووسائل، وقيمة التلاحم الأخوي في أرقى صوره،
كان لزامًا أن تنضج تلك الحقيقةَ في قلب كل من يعيها، ويأتي عمله مطابقًا لمعتقدهِ.. تصحبُهُ تلكَ الأناقة الرّوحيّة  الإيمانيّة في سموّها
الخالدة على مرة الأزمان.
 ديننا يصيغ ملامح فنّنا، تمامًا كما يصبغ لنا الحياة ومنهجيّاتها.


مُبادرة طيور الجنّة، معنويّة في رسالتها
وقوّتها في ذلك! فهي تستمدّ من الإسلام طاقته الإنسانيّة الخالدة، تُبنى في الروح لتشد أعضاء الجسد
وهل أحب إلى الله كأعمال البرّ.. وإدخال السرور على قلب مسلم؟.. (2)

وكما شاء الباري لها بتوفيقه أن تثبت للعالم أجمع؛ أن المرء لا يعدم من وسائل نصرةٍ قولًا وعملًا،
أن لا شيء يقف في وجهِ المتضامن الذي يحمل رسالة صادقة لهذا الشعبِ المغدور،
شاء لها أيضًا أن لا تكون محاولتها هي الأولى في كسر الحصار، ولكنها الأولى التي اقتربت من الجرحِ الغزّاوي ولامسته،
وكما نحجت ستمهّد لغيرها بإذن الله، وتبعث الأمل لكسر الحصار معنويًّا وماديًّا، بعد أن نامت الألسن عن ذكر أسطول الكرامة والحريّة!

قلوب أطفال غزّة في ذاكَ الاحتفال، وعيونهم التي نطقت بهجةً في ليلٍ أخرس
أعادت نشوة الحياة، وأمل النصرة بجيلٍ قادرٍ على العيش بكرامة متمسّكًا بثوابته تحت جنحِ ظلم القريب والبعيد

وأما تلك الطيور المحلّقة، نثق بأن ملايين الأرواح حلّقت معها رغبةً وحبًّا
تفاؤلًا ودعاءً لأن ينير دروبها بالخير دومًا، ويا رب نصلّي في الأقصى :)

- - -

(1) - زمن لكل الأزمنة، مقالات في الفن - بلند الحيدري
(2) - قال صلى الله عليه وسلم: "
أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس ،
وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ،
أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ
من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته ، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء
أن يُمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته
حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام
"- صحيح الجامع.

وجهة العالم الإسلامي  

Posted by: زَينبْ in

بسم الله الرحمن الرحيم

وجهة العالم الإسلامي - مالك بن نبي
من سلسلة مشكلات الحضارة



الكتاب قيم، وربما كتابة تلخيص أو نبذة عنه ستبخسُ كثيرًا من الكم الهائل
من الأفكار الإصلاحية والتحليلات الواقعية الدقيقة لمسار العالم الإسلامي منذ بدايته مرورًا بالدعوات الإصلاحية
وعصور الفوضى والانحطاط..

اقتطفت أهم النصوص التي أرى بها خلاصة الأفكار المهمة الواردة في الكتاب
والمفاهيم الرئيسية التي تحتاج لفهم ووقوف لديها، أتركها لكم.. ومساحة تأمل واسعة
ما زلتُ تحت وطأتها إلى اليوم : )

..

الروح والروح وحده هو الذي يتيح للإنسانية أن تنهض وتتقدم، فحيثما فقد الروح سقطت الحضارة وانحطت، لأن من يفقد القدرة على الصعود
لا يملك إلا أن يهوي بتأثير الجاذبية الأرضية.

* -- دور الدين الاجتماعي منحصر في أنه يقوم (بتركيب) يهدف إلى تشكيل قيم، وهذا التشكيل يجعل من الإنسان العضوي وحدة
اجتماعية، ويجعل من (الوقت) - الذي ليس سوى مدة زمنية مقدرة (بساعات تمر) - وقتًا اجتماعيًّا مقدرًا
بـ (ساعات عمل)، ومن التراب - الذي يقدم بصورة فردية مطلقة غذاء الإنسان في صورة استهلاك بسيط - مجالًا
مجهزًا مكيفًا تكييفًا فنيًّا، يسد حاجات الحياة الاجتماعية الكثيرة تبعًا لظروف عملية الإنتاج.

فالدين إذن هو مركّب القيم الاجتماعية، وهو يقوم بهذا الدور في حالته الناشئة، حالة انتشاره وحركته، عندما يعبر عن فكرة جماعية.
أما حين يصبح الإيمان إيمانًا جذبيا دون إشعاع، أعني نزعة فردية، فإن رسالته التاريخية تنتهي على الأرض،
إذ يصبح عاجزًا عن دفع الحضارة وتحريكها، إنه يصبح إيمان رهبان، يقطعون صلاتهم بالحياة، ويتخلون عن واجباتهم ومسؤولياتهم،
كأولئك الذين لجؤوا إلى صوامع المرابطين منذ عهد ابن خلدون.

[ التاريخ يبدأ بالإنسان المتكامل الذي يطابق دائمًا بين جهده وبين مثله الأعلى وحاجاته الأساسية، والذي يؤدي في المجتمع
رسالته المزدوجة، بوصفه مثلا وشاهدًا،
وينتهي التاريخ بالإنسان المتحلل؛ بالجزيء المحروم من قوة الجاذبية، بالفرد الذي يعيش في مجتمع منحل لم يعد يقدم
لوجوده أساسًا روحيا أو أساسًا ماديًّا.

* --إن الثقافة تبدأ متى تجاوز الجهد العقلي الذي يبذله الإنسان حدود الحاجة الفرديّة

* -- ليست الحضارة تكديسا للمنتجات، بل هي بناء وهندسة.

[ الحركة الحديثة لم تتجه نحو الآمال ووسائل آدائها بل اتجهت إلى

- الأشكال والأذواق والحاجات.
- الانفصال بين الفكر والعمل في منهجيات الفكر الإصلاحي والتقليدي
- الاختلاط بين جوهر الظواهر وأشكالها
فبالتالي العجز عن التفكير والابتكار


* --الفرق كبير بين الحقيقة من حيث كونها "مفهومًا نظريًّا" يتسم بالإدراك المجرد
وبين كونها حقيقة فاعلة مؤثرة تلهم الإنسان أضرب نشاطه المادّي.
وقد تصبح الحقيقة من حيث كونها عاملًا اجتماعيًّا ذاتَ تأثير ضار عندما لا تتمشى مع دوافع التطور والتغيير
فتصبح ذريعة إلى الكساد الفردي والاجتماعي، وحينئذ لا تكون ملهمة للنشاط بلا عاملًا من عوامل الشلل.

* -- إن التقليد الخلقي يقتضي التخلي عن الجهد الفكري حتمًا
أي عن (الاجتهاد) الذي كان الوجهة الأساسية للفكر الإسلامي في عصره الذهبي.

* -- لكل نشاط عملي علاقة بالفكر، فمتى انعدمت هذه العلاقة عمي النشاط واضطرب، وأصبح جهدًا بلا دافع
وكذلك الأمر حين يصاب الفكر أو ينعدم، فإن النشاط يصبح مختلًا مستحيلًا،
وعندئذ يكون تقديرنا للأشياء تقديرًا ذاتيًّا هو في عرف الحقيقة خيانة لطبيعتها، وغمط لأهميتها، سواءً كان غلوًا في تقويمها
أم حطًّا من قيمتها.



[ لكي نتحرر من (أثر) هو الاستعمار، يجب أن نتحرر أولا من (سببه) وهو "القابلية للاستعمار.
فكون المسلم غير حائز جميع الوسائل التي يريدها لتنمية شخصيته، وتحقيق مواهبه؛ ذلك هو الاستعمار
وأما ألا يفكر المسلم في استخدام ما تحت يده من وسائل استخدامًا مؤثرًا، وفي بذل أقصى الجهد ليرفع من مستوى حياته،
حتى بالوسائل العارضة، وأما ألا يستخدم وقته في هذه السبيل فيستسلم لحظة إفقاره وتحويله كما مهملًا
يكفل نجاح الفنية الاستعمارية: فتلك هي القابلية للاستعمار.


-من الجميل حقا أن يحصل المرء على حقوقه التي يطالب بها، ولكن من المؤسف حقا أن نقلب نظام القيم
فنقدم الحقوق على الواجبات، فذلك يزيد نسبة التخليط والقلق والفوضى في حياتنا.


- الحاجة لا تكون فعّالة خلّاقة إلا حين يمنحها الضمير من روحه ما يحيلها عملًا مُلزمًا
وهذا العمل الملزم هو الذي يسر للمجتمع الإسلامي أن يحيل أفكاره وحاجاته إلى منتجات حضارة.
وليس يكفي مجتمعًا لكي يصنع تاريخه أن تكون له حاجات، بل ينبغي أن تكون له مبادئ ووسائل تساعده على الخلق والإبداع.

-ينبغي ألا يغيب في نظرنا أن "الواجب" يجب أن يتفوق على "الحق" في كل تطور صاعد،
إذ يتحتم أن يكون لدينا دائمًا محصول وافر، أو بلغة الاقتصاد فائض قيمة"
هذا الواجب الفائض هو أمارة التقدم الخلقي والمادي في كل مجتمع يشق طريقه إلى المجد.
وبناء على ذلك يمكننا القول: إن كل سياسة تقوم على طلب الحقوق ليس إلا ضربًا من الهرج والفوضى،

والحق أن العلاقة بين الحق والواجب هي علاقة تكوينية تفسر لنا نشأة الحق ذاته، تلك التي لا يمكن أن نتصورها منفصلة عن الواجب
وهو يعد في الواقع أول عمل قام به الإنسان في التاريخ!
فالسياسة التي لا تحدث الشعب عن واجباته وتكتفي بأن تضرب له على نغمة حقوقه، ليست سياسة، وإنما هي "خرافة"
أو هي تلصص في الظلام، وليس من مهمتنا أن نعلم الشعب كلمات وأشعارًا بل أن نعلمه مناهج وفنون

بمعنى أدق"ليس الشعب بحاجة إلى أن نتكلم له عن حقوقه وحريته، بل أن نحدد له الوسائل التي يحصل بها عليها
وهذه الوسائل لا يمكن إلا أن تكون تعبيرًا عن واجباته!

- ما كان لحضارة أن تقوم إلا على أساس من التعادل بين الكم والكيف،
بين الروح والمادة، بين الغاية والسبب، فأينما اختل هذا التعادل في جانب أو في آخر كانت السقطة رهيبة قاصمة. 


انتهى، أرجو أن تكون الأفكار قد ألهمتمكم  : )

.