على مشارف السّماء ..  

Posted by: زَينبْ in

ليس بالضرورة أن تكون هناك، لأجدك!
ثمّة أشياء أن تجهلها خيرٌ من أن تعلمها، فعلمكَ يعطيكَ الأمان من أن تفقدها
وجهلكَ توقٌ يولد بك الشغف ويعلّمكَ كيف تعبُر بأملكَ المسافات.. يعلمكَ لذة الوصول

 ،

قلت يومًا أن العمر مساحات انتظار
 الانتظار يعني ألّا نفعلَ شيئًا
كمن يسكبُ الحبرَ بلا معالم، أو أنيتركَ الصفحاتِ بيضاء ..
تُذرّ عليها رمال الذاكرة، أو توهنها صفرةُ الخريف!
الانتظارُ فراغٌ صامت يقتُلُنا، ومن لا يكرهُ المساحات الفارغة!

،

لا بأس لو بكيتك يومًا، فأنا أحب تلك اللحظات التي أحيا فيها كغيري
وغيريَ إنسانٌ كأنا




بعض الأبوابِ الموصدةِ توصدُ بلا دليل..
بلا أثرٍ يُقتفى.. كمتاهات الذّاكرة المُضنية، السّائرُ خلفها كالسّائرِ على خطى الماء، لا يهتدي لو ضلّ!
هي وحدها الأحلامُ الكبيرة تبقى مشرعةَ الأبوابْ، وأعظمُ باب لها السّماء!
والمنافذُ إليها وإن أُوصدتْ فمن ورائها الكثير ممّا تُخبّئُهُ حكمُ الأقدار..


ليس بالضرورة أن أظل هنا، لتجدني..
مفتاحيَ القديمُ الذي تعوّل عليه كثيرًا، أضعته
فلا تحاول الاقتحام، مفتاحي القديم الصّدئ
كف عن محاولة البقاء لأنّه يعلم أنّ ما بداخلي أثمنُ.. لا يصدأ

لست نادمة على شيء،
ولستُ شغوفة بالانتظار.. تعلّمتُ أنّ ما يبلى، في فقدهِ عزاء
والعزاءُ أن تمضيَ في سيركَ غير آبهْ
تعلّمتُ من توالي النّعم أنّ الأَشياء الباليةَ لن تكونَ أكثر جمالًا من الآتي



.

.. العيدُ لا يَأتي إلّا بخير }  

Posted by: زَينبْ in


العيد لا يأتي إلّا بخير



أتي العيد,

بضحكةٍ بريئة لا تأبه لماذا.. وكيف!
بسلام فرح وقورٍ أحبُّه،
بعينين تحملان ألق الكونِ كلّه.. اعتدت أن أستقبل بهما العيد في فلكي الصّغير!

بألوانٍ تعترك فيها معانٍ أجهلها، وأحب أن أكتشفها .. ونفسي كل يوم!




وقبل صباحهِ لم يكن الليل صامتًا أبدًا،
كان يوشوش للقمر ويسامره بحنان، على غير عادته.. ويبتسم
لتنعكس بهجته على الدنيا صباحًا، دافئًا.. كقلب أمّ!
الأرض تبتهج.. الطيرُ يبتهج، يبتهلُ لله ويسبّحه
 فيتناغمَ صوته مع أصوات التكبير "الله أكبر.. الله أكبر"، ويا لشوق الحجاج في بقاع الطهر لهداياهم!

الله أكبر من كل شيء
أكبر من الهم الذي نحمل.. أكبر من بشر يعيث في الدنيا قسوة، وظلمًا، وخبثًا!
أكبر من القيد الذي كبل الأجساد والعقول والقلوب الحائرة ..
الله أكبر من الأسى الجاثم على صدرِ الكون!
من إذا وعدَ كان أوفى وأوفى، وكم وعد المؤمن المخلص بالبشرى.. يزجيهِ بعضًا منها كل حينٍ وآن
ليزداد شوقًا للبشرى الخالدة في الجنان!
الله ربّ العطاء.. من هداياه لا تساوى بأي شيء
ولا يسعها كل شيء، فكيف تغيض الفرحة في عيدٍ من رب الفرح!
من إذا وهب الإنسان وهبهُ كل ما لا يستطيع! وفوقَ ما يتصوّر!


للعيد بهجة لا نخلُقُها، وحتمًا لن نختلقها! ويصعب علينا أن نفتعل ذلك في كل مرة،
فالحُبّ فيه أًنقى، والشّوقُ فيهِ أصدق، والهجرُ فيه بابٌ لجمالٍ آخر تفتح عينيكَ عليه!
هو فرحةٌ علويّة يودعها الله صدورنا، سرًّا من أسرار الحياة!
العيد دواخلنا، وجمالها الصّامت.. العيد نحنُ حين نملكُ أن نكون، حين نهبُ الجمال مساحةً ينطق بها.. بعفويّة
العيد حين نريده، أنسٌ سماويّ خلّاق .. يخلع عن الكون أحزانه.. ويغسلُ سواده

العيدُ لا يأتي.. إلا بخير
كل عام والعيدُ أنتم ( :