بسم الله الرحمن الرحيم
,
احترتُ من أينَ أبدأ؟
وكيف يستوعب قلمي موجًا وزخمًا هائلًا من الأفكار تقفز فوقَ ناصيتِهِ
فأحيانًا يقال، من الجبال ما يتراكم بحصَى حقيرةٍ تركلها الأقدام
وهكذا أمتي، تتلقف حصى الشاطئ عبثًا لتبني هامة زائفة زائلة، ليست منها في شيء
إيمانًا بتلكَ المقولة
ولكني أقول، ليست أي حجارة!
فمن الحجارة ما يشقّقُ فيخرج منهُ ماء!
وأي صلابةٍ تلكَ التي يخترقها ماء!
وهل الأيام والدهور أثبتت أن ذاكَ ناجعٌ لكِ أمتي؟
أم أنكِ نحو الحضيض تكتنفك النتوءات
وتوغلين في الحفر وتزعمين أنّ ناظريكِ للسماء، ليس عُذرًا لأحمقَ يحلم بالتحليق وهوَ متشبثٌ بالقاع!
فجاذبية القاع أقوى، ولئن تسمو فحرّر نفسك من قيودها!
ولأننا بشرٌ لا يلبث الفتور اجتياحَ هممنا والإطاحةِ بتلك الهمم الشاهقة
فليست كتلك الصخور كلما نحتتها الأيام ازدادت صلابة وثباتًا، ولكن الاتساقَ يمجها ما إن تتعرى حقيقتها!
نحنُ بحاجة لوقودٍ من عزيمة مستمر، متجدّد ..
وذاكَ لا يتأتّى بوثبةِ مفازةٍ على حينِ غرّةٍ ترسم نهايتها قبل البدءِ يا أبناء يعرب!
وخزاتُ الإبر المتوالية تورث الجسد اعتيادًا مقيتًا بعد شعور بالألم للحظة، وخزة
تتلو وخزة ويبدأ الجسد ينسى مرضًا لا يلبث يعاوده أخرى!
ووخزات العدو كما نستقبلها في كل مرة على غير حقيقتها، متعامينَ بإرداتنا
تقشعرّ لها أبداننا، ويسري الغضب سريانَ الدمِ في العروقِ والأوصال
لحينٍ فقط، للحظة!
وبعدها سننسى كل شيء ويفترشنَا الركون ذاته معوّلًا على راحةٍ وبرود لا يجد نظيرًا لها
الانهزامية مقيتة يا بني أمّتي، كما اليقظة المُفاجأة والمؤقّتة/نصرة مؤجّلة!
والأجلُ لمن يحسن صياغة الوعود ولا يعرفُ لقداستها معنىً!
أوَلا تكون خواءً بعد ذلك؟!
ولست أراها حين تمارسها أحلامنا كل عام، إلا لنهاية محتومة يا أبناء أمّتي ..
"وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"، ولم العجب!!
"وما ذلكَ على الله بعزيز" !
,،
إني أحدثكَ اليوم وأُحدّثني، فما أنا إلّا أنتَ
بشر ضعيف قوي بإيمانه وبربه، تخضع له الدنيا إن أحسن صياغةَ أبجدياتها
مرتكزًا لإيمان عظيم يملأ قلبه
فلا إله له إلاه ..
وقد أحدثني وحدي..
فكم ضاعت أعوامٌ كان اليأسُ يطرقُ أبوابها في كل موسمٍ ويدلفُ ضيفًا مرحبًا به
ولا حولَ ولا قوّة!
هل ترضى أن تؤخذ يستخلف غيرك، وما عذرك أمام ربك؟!
لم أكن ملائمًا؟ أم لم أكن أستحق حرية الحياة وحق العيش بكرامة؟
لم أكن من حماة الدّينِ ولستُ أقوى؟
كنت آوي لصفوف المُرجفين؟ أخذل إيماني وأخذلُ ديني، وطني، إنسانيَ الذي يسكنني؟
حين قال توماس فريدمان، "دول الماك لا تقيم حروبًا فيمَا بينها"
لم تكن مقولته عبثًا، فالماك والضمير، والأرض والعيشة الكريمة
والمبدأ
أضداد لا تجتمع، وكل المبادئ تحولت لأضدادٍ فينا يا عرب
وبعدها ننعي واقعنا ونجترّ هزائمَنا ولا نعي للمسبب الرئيسي لها..
قد لا تكون من صناع القرار، ولا ممن يتترسون بكراسٍ فارهةٍ ليضمنوا العيش برفاهية
منزوعةِ الإنسانية والكرامة
لست من يملك مفاتيح القدس ولا تصريحاتٍ لاجتياز معبر رفح
لست ممن يبرم عهود السلام المتشدقة ببياض نواياها حتّى تكشف الغطاء عن
السّواد الممتلئ ببراثنِ خداعٍ وسخرية بالعقول
ولكنك تملك العيش بمبدأ، وكرامة
تملك أن تكونَ صوتًا للإنسانيّة التي أهدرت دماؤها على أعتابِ حماةِ الغدر وزعماء المصالح!
وليسَ غير دينكَ العظيم ممثلٍ لها، وداعٍ لحمايتها
تملكُ هويّة مسلمٍ وعزّةٌ لا تتواكل على ماضٍ ومجدٍ دونَ فعال
تملكُ أملًا بالله لا يخبو وهجه
فهو الحق ووعدُهُ الحقّ ..
تلكَ القيم التي تحتويك ستحتوي العالم يومًا ما، فقط
كن أهلًا للتغيير واصنع أثرًا!
آمن بأنّ حريتك لا يكبلها أحد.. وإن سُجنت الفعال ظلمًا وبهتانًا سيأذن لها ربّي يومًا أن تكونَ
كما أراد وشاءت لنفسها
وحسبكَ أن ترى أنّ في عالمك التي تظن أنّ الخروجَ عن واقعه مهمة مستحيلة
من يناضل ويقاوم ويتحدّى، يقينًا بالله، وصبرًا جميلًا
ما ضرّه أنّ الموتُ خبزه وماؤه، وهواءٌ يتنفسه كل صباح
يكفيكَ أن ترى .. كيف تشرقُ نهايته!
فإمّا نصر وتمكين وإمّا شهادة ..
مجرّد ثرثرة.. ومن الثرثرة ما فعَل
الخميس
1/1/2009
,
احترتُ من أينَ أبدأ؟
وكيف يستوعب قلمي موجًا وزخمًا هائلًا من الأفكار تقفز فوقَ ناصيتِهِ
فأحيانًا يقال، من الجبال ما يتراكم بحصَى حقيرةٍ تركلها الأقدام
وهكذا أمتي، تتلقف حصى الشاطئ عبثًا لتبني هامة زائفة زائلة، ليست منها في شيء
إيمانًا بتلكَ المقولة
ولكني أقول، ليست أي حجارة!
فمن الحجارة ما يشقّقُ فيخرج منهُ ماء!
وأي صلابةٍ تلكَ التي يخترقها ماء!
وهل الأيام والدهور أثبتت أن ذاكَ ناجعٌ لكِ أمتي؟
أم أنكِ نحو الحضيض تكتنفك النتوءات
وتوغلين في الحفر وتزعمين أنّ ناظريكِ للسماء، ليس عُذرًا لأحمقَ يحلم بالتحليق وهوَ متشبثٌ بالقاع!
فجاذبية القاع أقوى، ولئن تسمو فحرّر نفسك من قيودها!
ولأننا بشرٌ لا يلبث الفتور اجتياحَ هممنا والإطاحةِ بتلك الهمم الشاهقة
فليست كتلك الصخور كلما نحتتها الأيام ازدادت صلابة وثباتًا، ولكن الاتساقَ يمجها ما إن تتعرى حقيقتها!
نحنُ بحاجة لوقودٍ من عزيمة مستمر، متجدّد ..
وذاكَ لا يتأتّى بوثبةِ مفازةٍ على حينِ غرّةٍ ترسم نهايتها قبل البدءِ يا أبناء يعرب!
وخزاتُ الإبر المتوالية تورث الجسد اعتيادًا مقيتًا بعد شعور بالألم للحظة، وخزة
تتلو وخزة ويبدأ الجسد ينسى مرضًا لا يلبث يعاوده أخرى!
ووخزات العدو كما نستقبلها في كل مرة على غير حقيقتها، متعامينَ بإرداتنا
تقشعرّ لها أبداننا، ويسري الغضب سريانَ الدمِ في العروقِ والأوصال
لحينٍ فقط، للحظة!
وبعدها سننسى كل شيء ويفترشنَا الركون ذاته معوّلًا على راحةٍ وبرود لا يجد نظيرًا لها
الانهزامية مقيتة يا بني أمّتي، كما اليقظة المُفاجأة والمؤقّتة/نصرة مؤجّلة!
والأجلُ لمن يحسن صياغة الوعود ولا يعرفُ لقداستها معنىً!
أوَلا تكون خواءً بعد ذلك؟!
ولست أراها حين تمارسها أحلامنا كل عام، إلا لنهاية محتومة يا أبناء أمّتي ..
"وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"، ولم العجب!!
"وما ذلكَ على الله بعزيز" !
,،
إني أحدثكَ اليوم وأُحدّثني، فما أنا إلّا أنتَ
بشر ضعيف قوي بإيمانه وبربه، تخضع له الدنيا إن أحسن صياغةَ أبجدياتها
مرتكزًا لإيمان عظيم يملأ قلبه
فلا إله له إلاه ..
وقد أحدثني وحدي..
فكم ضاعت أعوامٌ كان اليأسُ يطرقُ أبوابها في كل موسمٍ ويدلفُ ضيفًا مرحبًا به
ولا حولَ ولا قوّة!
هل ترضى أن تؤخذ يستخلف غيرك، وما عذرك أمام ربك؟!
لم أكن ملائمًا؟ أم لم أكن أستحق حرية الحياة وحق العيش بكرامة؟
لم أكن من حماة الدّينِ ولستُ أقوى؟
كنت آوي لصفوف المُرجفين؟ أخذل إيماني وأخذلُ ديني، وطني، إنسانيَ الذي يسكنني؟
حين قال توماس فريدمان، "دول الماك لا تقيم حروبًا فيمَا بينها"
لم تكن مقولته عبثًا، فالماك والضمير، والأرض والعيشة الكريمة
والمبدأ
أضداد لا تجتمع، وكل المبادئ تحولت لأضدادٍ فينا يا عرب
وبعدها ننعي واقعنا ونجترّ هزائمَنا ولا نعي للمسبب الرئيسي لها..
قد لا تكون من صناع القرار، ولا ممن يتترسون بكراسٍ فارهةٍ ليضمنوا العيش برفاهية
منزوعةِ الإنسانية والكرامة
لست من يملك مفاتيح القدس ولا تصريحاتٍ لاجتياز معبر رفح
لست ممن يبرم عهود السلام المتشدقة ببياض نواياها حتّى تكشف الغطاء عن
السّواد الممتلئ ببراثنِ خداعٍ وسخرية بالعقول
ولكنك تملك العيش بمبدأ، وكرامة
تملك أن تكونَ صوتًا للإنسانيّة التي أهدرت دماؤها على أعتابِ حماةِ الغدر وزعماء المصالح!
وليسَ غير دينكَ العظيم ممثلٍ لها، وداعٍ لحمايتها
تملكُ هويّة مسلمٍ وعزّةٌ لا تتواكل على ماضٍ ومجدٍ دونَ فعال
تملكُ أملًا بالله لا يخبو وهجه
فهو الحق ووعدُهُ الحقّ ..
تلكَ القيم التي تحتويك ستحتوي العالم يومًا ما، فقط
كن أهلًا للتغيير واصنع أثرًا!
آمن بأنّ حريتك لا يكبلها أحد.. وإن سُجنت الفعال ظلمًا وبهتانًا سيأذن لها ربّي يومًا أن تكونَ
كما أراد وشاءت لنفسها
وحسبكَ أن ترى أنّ في عالمك التي تظن أنّ الخروجَ عن واقعه مهمة مستحيلة
من يناضل ويقاوم ويتحدّى، يقينًا بالله، وصبرًا جميلًا
ما ضرّه أنّ الموتُ خبزه وماؤه، وهواءٌ يتنفسه كل صباح
يكفيكَ أن ترى .. كيف تشرقُ نهايته!
فإمّا نصر وتمكين وإمّا شهادة ..
مجرّد ثرثرة.. ومن الثرثرة ما فعَل
الخميس
1/1/2009