ماذا لو كبرت؟
وما الذي سيغير في هذا العالم أن أضيف لرصيد السنواتِ عامًا كانَ أو سنة؟
ما الفرق في لُعبة الأرقام أن تحيا 26 عامًا وتقفُ في موقفكَ هذا موقف احتفاء/وداعيّة لعمرٍ مُنصرم؟
وتثق اليومَ بأنّكَ كنتَ تُخطئ تاريخكَ الصغير ..
ما الفرق في لُعبة الأرقام أن تحيا 26 عامًا وتقفُ في موقفكَ هذا موقف احتفاء/وداعيّة لعمرٍ مُنصرم؟
وتثق اليومَ بأنّكَ كنتَ تُخطئ تاريخكَ الصغير ..
تُخطئُ أنّه مرتبطٌ بـ 62 عامًا، حياةُ قضية، وقضيّة حياة!
ليس في حساب السنين فحسب
بل شهرًا ويومًا
ألف وتسعمائةٍ استبدلنَ مكان الأربعة بالثمانية، والثمانيةِ بالأربعِ
ما الفرق إن كنّ نظائرَ سوى أن يقينك يكبرُ بأن لا حياةَ بلا نضال
على فارق النضال بينَ غمارٍ وغمار.
أنا لم أحتفِ بكَ قبلًا،
ولا أذكرُ أنّ هناك من يحفلُ بك
وكم مرت من الأعوام أجهلُ حين يقال كم قضيت؟ وما جنيت؟
أو ينسى الإنسان عمره؟ قد لا ينساه
ولا يستطيع الهروب عنه! وقد لا يُفكّر بذلك أصلًا ..
ولكنّ ما يعدّونه ويعرفونه خلافٌ لما يعدّه ويعرفه هوَ، ليس كل عمرٍ يقاس بالسنين
ولو أبصرَ المرءُ ما مضى لوجد فيه اللهفةُ لما يجهلَ أكثر
ليعلمَ ويحيَا أكثر!
..
أنا لا أتضجّرُ الآن من ماضٍ يجمعُنا..
ولا أُضجركَ بأحزاني التي هي أحزانك
وأحرصُ جيّدًا أن لا أحد يحفلُ بها، فهي أسرار حياة
أسرارٌ ثمينة، والأشياء الغالية كالرّوح منّا
نوصد عليها الأقفال، ونربأ بها عمّن لا يفهمها!
قد تظنّ بأن ذلك إمعانٌ في الوحدة، إمعانٌ في الأسى
ولكن لا..
أنا إن شقيتُ بشكوى البشر لا أشقى بشكوايَ لمالكِ أمري
ولهذا أجدني لا أجيدُ إلا الإفصاح عما ليس لي
أختبئُ وراءَ الأمور المهمة – كما أظنّ – وأسابقُ من حولي إليها،
وفي ذلك أجدُ السعادة!
"فرادة الألم تطمسُ فيّ تلكَ الروح، وتؤجلُ فيّ الحياة كما لو أنّ الوقت يوأد بينَ كفّيها
وينطفئُ وهجه فلا يعود!"
,
في ذكراك.. أو ذكرى الأملِ الذي لم يغادرِ القلوبَ المُطمئنّة
أكتب وداعيةً لربع قرنٍ مضى ..
قطعةُ منك ومني،
أستقبل عاميَ الجديدَ كأولئك الصامدينَ، بروح وليدة بالإيمان
كريحِ الخلودِ التي يشتمُّ أريجها المؤمن
ويراها في حياتِهِ بشرىً لأُخراه..
كالفقراء ..
سأستقبلُ عامي هذا
يحيون تفاصيلَ الكفاحٍ بجميل التّعب، فلا تُعرفُ ابتسامتهم إلا بملامحهِ القاسية
وحينَ تطفئُ الشمسُ سراجها عنهم، يستدفؤونَ بأمانيهم،
وأعينهم متحلقةٌ حول السماء، ينتظرون..
يأملون
وفي انتظارهم عبوديّة!
في ذكرى عمري الذي مضى،
سأخيط لليلِ المُنى رداءَ بهجة .. نرجسيّ البياض
وأذكرُ حينَ شققنا الدربَ أوّله، وما زلنا نستعينُ بقوانَا على الزّمانِ ولجّته.
سأربطُ على قلبي، وأفتحُ نوافذَهُ للسماء
وحينَ أتلمّسُ الرضا في كل يومٍ أصابحُ فيه حلمًا، وتصعد فيهِ أمنية
أرُجّي منكَ يا ربّاه أكثر!
أوقنُ كيفَ أنا
آيسةُ من كل شيءٍ إلا هداياك لي..
فهبني فلاحًا وصلاحًا يرضيك
من عمرٍ منكَ مبداه..
وإليكَ انتهاؤه!
وفي الحياةِ متّسعٌ لنحيا، وننضجْ
15/5/2010
1/6/1431
This entry was posted
on Saturday, May 15, 2010
and is filed under
أُخرَى
.
You can leave a response
and follow any responses to this entry through the
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
.