الإنسان بين المظهر والجوهر
لـ إريك فروم
ممتع ومدهش للمُهتمّ بفهم فلسفة النّفس البشريّة،
يركّز على سيكولوجيّة الإنسان الحديث في عصر الآلة والاستهلاك..
تدور الفكرة الرّئيسيّة حول المقارنة بين نمطيّ الوجود
"التملّك والكينونة"
بعرض أمثلة مفصّلة ونماذج لكلّ منهما في مجالات شتّى، ونقدها.
نمط التملّك؛ هو العلاقة الملكيّة بين الإنسان والموجودات حوله: أبرز صفاتها الأنانيّة والاستهلاك، والتعلّق بظواهر الأمور والأشياء.
والعلاقة غير الحيّة ولا المتفاعلة التي تُلغي المسافة بين الذّات والشّيء وتماثل بينهما.
نمط الكينونة؛ وهي العلاقة الحيّة المتفاعلة بين الإنسان والموجودات، تميّزها المشاركة التي تحافظ على خصائص الذّات والهويّة الإنسانيّة، متجاوزةً المظهر إلى الجوهر والمعنى.
أمثلة سريعة للتّبسيط:
في الحبّ حين يعبر الشّخص عنه كفعل أو كملكيّة
"أنا أحبّ فلان - أنا واقع في حبّه"
"أنا لديّ أو عندي حبيب"!
في التّعبير عن "امتلاك المعرفة"، والاعتبار بكمّها.. حيث همّ الشّخص هو الكمّ الذي خرج به من المعلومات
والشّهادات ويضيفه لرصيده المعرفيّ، حتى الطلبة يُقاس مستواهم العلمي بما يملكونه من معلومات
ويفرّغونه في ورقة الإجابة، لا بما يفهمونه ويعونه منها!
ويفرّغونه في ورقة الإجابة، لا بما يفهمونه ويعونه منها!
وبين التّعبير عن المعرفة كنشاط وفعل، يستمرّ بالتّفاعل معه ويدفعه ذلك لإيجاد مساحة عمليّة لتطبيق أفكارِه
بمزيد من الوعي الحقيقيّ، والفهم.
بمزيد من الوعي الحقيقيّ، والفهم.
اقتباسات من الكتاب
"في نمط التّملّك لا توجد علاقة حيّة بيني وبين ما أملك، فأنا وما أملك أصبحنا جميعًا أشياء، وأنا أملكها لأنّ لديّ القوّة التي تمكّنني من جعلها ملكي،
ولكن ثمّة علاقة عكسية أيضًا، فهي تملكني لأن إحساسي بهويّتي أي إحساسي بصحّتي العقلية يتوقّف على ملكيّتي لها ولأكبر عدد ممكن من الأشياء،
إن نمط الملكيّة لا يقوم على (تفاعل) حيّ ومثمر بين الذّات والموضوع، وإنما هي علاقة تجعل من الذّات والموضوع أشياء والعلاقة بينهما علاقة موات، وليست علاقة حياة"
"دوافعنا الواعية وأفكارنا ومعتقداتنا ليست إلا مزيجا من معلومات زائفة وتحيّزات وأهواء لاعقلانيّة وتبريرات ذهنيّة، ليست إلا بحرًا من تعصّب وأفكار مسبقة تطفو على سطحه شذرات من الحقيقة تطمئننا - وإن تكن طمأنينة زائفة - على أنّ المزيج كلّه حقيقيّ وصادق"
"من الأمور المغرية إلى درجة تصعب مقاومتها أن يظلّ الإنسان حيث هو، لا يتقدّم، وأن يُحجم، وبتعبير آخر أن يركن إلى ما يملك. لماذا ؟ لأننا نعرف ما نملك ونستطيع أن نتعلّق به ونشعر في ذلك بالأمن والأمان.
فنحن نخاف المجهول، بل نخاف ما لسنا متأكدين منه... لا أمن ولا أمان إلا في الأشياء القديمة المجربة، أو هكذا تبدو ظواهر الأمور، فكلّ خطوة جديدة تحمل مخاطر الفشل..
وهذا من بين الأسباب التي تجعل الناس يخافون كلّ هذا الخوف من الحريّة."
،
"سيتبيّن النّاس أن أغلبيّة سلع الاستهلاك الحاليّة لا تتسبّب إلا في تثبيط النّشاط الإنسانيّ؛ سيتبيّنون أنّ الّشغف بكلّ ما هو جديد وكل ما هو سريع - وهو شغفٌ يسعون لإشباعه بمزيد من الاستهلاك - ليس إلا انعكاسا لما يعانون من قلق ورغبة في الهروب من الذّات، وسيتبيّنون أنّ بحثهم الذي لا يتوقّف عن شىء جديد يفعلونه أو شىء جديد يستهلكونه ليس إلا وسيلة يقي بها الشّخص ذاته من أن يكون قريبًا من ذاته أو من أيّ شخص آخر!"
..