"أراد التّشبّه بالموتى، الأمر الذي ينم عن قدر أكبر من الحكمة،
فباعتبار أن الموت والخلود يشكلان زوجا لا ينفصم من العشّاق، يصبح الذي يختلط وجهه بوجوه الموتى، خالدًا وهو حيّ!"
النصّ أعلاه لـ ميلان كونديرا يتحدّث فيه عن فرانسوا ميتران وهو رجل سياسة فرنسيّ، في حفل يلي تسلّمه للرئاسة
ووسط حشد الجماهير والصحفيّين أمسك بثلاث وردات وخرج عليهم،
من بين قبور الموتى الأبطال، ليوزّعها على القبور المُختارة..
المشهد المُملّ "مشهد المتسلّقين" يعيد تكرار نفسه باستمرار؛ يومًا باسم الشّهداء..
ويومًا باسم المستضعفين والبسطاء، ويومًا باسم القيم أيضًا
طلب الخلود في الأذهان يتمثّل كأسمى غاية يطمحُ إليها الإنسان، ومنه خلود الذكر والأثر "دنيويًّا".. وقد يكون هو المحرّك الأساسيّ للسّعي والعمل،
هذا لا يمكن اعتباره خطأ محضًا، وليس بالضرورة صائبًا وصادقًا دائمًا..
حين يطلب الخلود لذاتِهِ، ويكون شرطًا للعمل.. حين يؤطّرُ كل هذا برؤية نفعيّة بحتة تختلط بالدّوافع وتعتبرُ كل ما يحقق لها ذلك وسائل عبور مجرّدة.. وظيفتها محدودة، تضمر حقيقته السّامية وتضيع!
.