.
بريدٌ يلهجُ بالصّمتِ مُرتحلًا في ذاكرةِ غياب...
ودون أن تطأ قدماك عتباتَ جُرحه ينثلّ عائدًا بكُلّه..
وهُناك موجٌ على موجٍ ومرسىً يلوذُ بانتظار، لا يُتقنان إلا
ممارسة الشّحوبِ وسط عاصفةِ إعياء
تصطفّ بالمركب ثُللٌ من راجي النّجاة، يزداد تشبّثهم بـ ( مجموعةِ أخشاب )
لا تقودُ في نهاية المطافِ وعباب الموج ينهكها إلا لـ غرق!
كذا أيّام عمرك تتشبثُ بها عبثًا فلا توقظُ من ذاكرتك سوى الوجع!
تحسبها حياةً مُمتدّة يسقّيها الغيث ويُسقّي بتلاتِ صباحاتك الملتاعة
لتندى وتُزهر وتُفاجأ ..
غِيضَ الماء! وغابَ الأمل
ذلكَ لأنّها ليست سوى وجعٍ/حُزنٍ مُرجى
تمامًا كسنين عِجافٍ تُؤمّلُ بعدهنّ الرضا.. فتتلوهُنّ عجاف!
فمن ذا سيُحييكَ ويُحييها؟
..
كلّ ما تستبقيهِ الذاكرةُ يومضُ لكَ بنهايةٍ حتميّة، ونتيجةٍ قطّ لا ثانيَ لها
هي دنيا وحسب.. ولكَ فيها أقدار، وللأقدار حكمةٌ لا يحيط بعلمها سوى الله!
فمها طال ارتحالُهم عنك واعتلى نحيبهُم وجيب قلبك فلا تأبه!
هم أرادوا الخروج وأعدوا العدة منذُ أن كنتَ وكانوا!
إن رُمت قربهم عافوا وهُنت عليهم، وإن رُمت البُعد هنئتَ أنتَ وماهانوا عليك
لأنّك القلبُ الذي لا يعرفُ البغض والحقد ولكن يظلّ راسخًا على
ما يعلي هامهُ ودونهُ من أرداه!
فـ حجر المرساة أنت ..
كـ صخرةٍ وقعُ المطر يبارزُها سنينًا طوالا، فلا تتفتّت إلا بعد مقاومة
كُن أنتَ واترك الحُزنَ المرجى فهو مُرجىً لما بعدَ هذا اليوم،
بهم ودونهم .. مرجىً لما بعد عمركَ سنين وألفا
فاليوم هو يومك وهو والغدُ تلابيبه بيدِ ربّ العبادِ .. فاتكل عليه وحده ولا تسخط!
..
أترككم مع القصيدة..
علّ المعاني المقتنصةِ هُنا تُسهمُ في احتواءِ ما بين السّطور
ورُبما تُصادفكم زلّاتٌ كثيرة، وهي الأخرى مُرجاةٌ إلى حين : )
.
.
يُناديني
ويُلهِبُ في سماءِ الشوقِ نيراناً لتكويني
يُناديني ..
فأمضي العُمرَ في وجلٍ ..
وأغرقُ في اشتياقٍ شفّهُ حُزنٌ
يباريني!
فبين شواطئِ العينينِ
جدّفَ حرفيَ الشاكي..
يُسائلُ عن
ملاذٍ كانَ أو مَرْسى!
..
فيصفعهُ الجوابُ بأنهرٍ ثكلى
كفاكَ كفاكَ ما عادَتْ
نقوشُكَ قطّ تُغريني
فهذا البينُ يُضنيني
ويحكيني ويرويني ..
أسيرٌ بين همسِ الصّمتِ والأنّاتُ تخنقني
تُمزّقُ صفحةَ الذكرى لترفلَ كـ السلاطينِ
وتوقظُ من بريدِ الأمسِ صوتًا
غابَ في بُعدٍ
يُسائلني..
أيا هذا
أتحملُ وجدَ أيّامٍ وتنساها حكايانا؟
على الأفنانِ ننثُرُها
وبالأحداقِ نزرعها ثمارَ
الفألِ نجنيها!
.
.
أأذكرُها؟!
أبتْ عيناكَ أن تُحيي مغانيها
مضيتَ مُغادرًا عنها ..
وحُزنُ القلبِ يُصليها
عذاباتٍ يُسقّيها!
بلونِ الشّمسِ
يصبغُها.. ويصهرها
ويُشجيها أنينٌ حاز إبلاسا
أمُدّ يدي لألثُمها
وألثُمُ فَرْحَها فتُعود إفلاسا
فلا بتلاتُ آمالي تُداوي جُرحها يومًا
ولا تُضوي بصيرتها
ولا تحنو لماضيها!
.
.
تنُاديني
وإن لم أصغِ لم ترحمْ ترانيمي
سوادُكَ لا يُبارحُني، ويعزُفني رُؤىً صفراءَ
تنعي مبسمًا دامي
تُردّدُ: هذه الأيّامُ سيمتُها بأن تبقى.. تُعيدُ
الحُزنَ والماضي
تُعيد الأمسَ في غدِهِ
بلا فرحٍ وألوانِ
أتفتأُ بعدُ تسألني؟!
سألتُكَ.. لا تُخاطِبْني
نداؤكَ حُزني المُرجى!
حروفُكَ أنفُسٌ ثكلى ! ..تُناديني
ولا أدري!
أأحملُها على كفّي
أغذّ الصّبرَ بالصّبرِ
أمِ الآذانَ أصخيها،
وأطبقُ جفنَ أيّامي على سُهدٍ يناغيها!
..
أتسألُ دمعتي يا أنتَ ماذا بعدَ تاليها!
وأنتَ المُحسنُ المِفضالُ جُدتَ على مآقيها
تدُرّ السّقمَ هتّانًا .. كأنّ الغيمَ ساقيها
وتُرجفُ ما حوى صبري سنينًا لا توازيها
.
.
أيا حرفي كفاكَ تحرُّقًا / تيها
كفاكَ تفنّنًا في سكبِ أوجاعي
تخضّبَ وجهُ أيّامي
بحزنٍ لا يجافيها!
عجافٌ صابها جدبٌ .. وقفْرٌ قد نما فيها
فمُدّ يدًا أيا حرفي .. إلى الرحمنِ باريها
ستخضرّ اليبابُ وما
إلهي قطُّ ناسيها!
23/10
يومَ أمس
2 صباحًا
شكرًا لأرواحٍ كانت معي..!
: )