وجهة العالم الإسلامي  

Posted by: زَينبْ in

بسم الله الرحمن الرحيم

وجهة العالم الإسلامي - مالك بن نبي
من سلسلة مشكلات الحضارة



الكتاب قيم، وربما كتابة تلخيص أو نبذة عنه ستبخسُ كثيرًا من الكم الهائل
من الأفكار الإصلاحية والتحليلات الواقعية الدقيقة لمسار العالم الإسلامي منذ بدايته مرورًا بالدعوات الإصلاحية
وعصور الفوضى والانحطاط..

اقتطفت أهم النصوص التي أرى بها خلاصة الأفكار المهمة الواردة في الكتاب
والمفاهيم الرئيسية التي تحتاج لفهم ووقوف لديها، أتركها لكم.. ومساحة تأمل واسعة
ما زلتُ تحت وطأتها إلى اليوم : )

..

الروح والروح وحده هو الذي يتيح للإنسانية أن تنهض وتتقدم، فحيثما فقد الروح سقطت الحضارة وانحطت، لأن من يفقد القدرة على الصعود
لا يملك إلا أن يهوي بتأثير الجاذبية الأرضية.

* -- دور الدين الاجتماعي منحصر في أنه يقوم (بتركيب) يهدف إلى تشكيل قيم، وهذا التشكيل يجعل من الإنسان العضوي وحدة
اجتماعية، ويجعل من (الوقت) - الذي ليس سوى مدة زمنية مقدرة (بساعات تمر) - وقتًا اجتماعيًّا مقدرًا
بـ (ساعات عمل)، ومن التراب - الذي يقدم بصورة فردية مطلقة غذاء الإنسان في صورة استهلاك بسيط - مجالًا
مجهزًا مكيفًا تكييفًا فنيًّا، يسد حاجات الحياة الاجتماعية الكثيرة تبعًا لظروف عملية الإنتاج.

فالدين إذن هو مركّب القيم الاجتماعية، وهو يقوم بهذا الدور في حالته الناشئة، حالة انتشاره وحركته، عندما يعبر عن فكرة جماعية.
أما حين يصبح الإيمان إيمانًا جذبيا دون إشعاع، أعني نزعة فردية، فإن رسالته التاريخية تنتهي على الأرض،
إذ يصبح عاجزًا عن دفع الحضارة وتحريكها، إنه يصبح إيمان رهبان، يقطعون صلاتهم بالحياة، ويتخلون عن واجباتهم ومسؤولياتهم،
كأولئك الذين لجؤوا إلى صوامع المرابطين منذ عهد ابن خلدون.

[ التاريخ يبدأ بالإنسان المتكامل الذي يطابق دائمًا بين جهده وبين مثله الأعلى وحاجاته الأساسية، والذي يؤدي في المجتمع
رسالته المزدوجة، بوصفه مثلا وشاهدًا،
وينتهي التاريخ بالإنسان المتحلل؛ بالجزيء المحروم من قوة الجاذبية، بالفرد الذي يعيش في مجتمع منحل لم يعد يقدم
لوجوده أساسًا روحيا أو أساسًا ماديًّا.

* --إن الثقافة تبدأ متى تجاوز الجهد العقلي الذي يبذله الإنسان حدود الحاجة الفرديّة

* -- ليست الحضارة تكديسا للمنتجات، بل هي بناء وهندسة.

[ الحركة الحديثة لم تتجه نحو الآمال ووسائل آدائها بل اتجهت إلى

- الأشكال والأذواق والحاجات.
- الانفصال بين الفكر والعمل في منهجيات الفكر الإصلاحي والتقليدي
- الاختلاط بين جوهر الظواهر وأشكالها
فبالتالي العجز عن التفكير والابتكار


* --الفرق كبير بين الحقيقة من حيث كونها "مفهومًا نظريًّا" يتسم بالإدراك المجرد
وبين كونها حقيقة فاعلة مؤثرة تلهم الإنسان أضرب نشاطه المادّي.
وقد تصبح الحقيقة من حيث كونها عاملًا اجتماعيًّا ذاتَ تأثير ضار عندما لا تتمشى مع دوافع التطور والتغيير
فتصبح ذريعة إلى الكساد الفردي والاجتماعي، وحينئذ لا تكون ملهمة للنشاط بلا عاملًا من عوامل الشلل.

* -- إن التقليد الخلقي يقتضي التخلي عن الجهد الفكري حتمًا
أي عن (الاجتهاد) الذي كان الوجهة الأساسية للفكر الإسلامي في عصره الذهبي.

* -- لكل نشاط عملي علاقة بالفكر، فمتى انعدمت هذه العلاقة عمي النشاط واضطرب، وأصبح جهدًا بلا دافع
وكذلك الأمر حين يصاب الفكر أو ينعدم، فإن النشاط يصبح مختلًا مستحيلًا،
وعندئذ يكون تقديرنا للأشياء تقديرًا ذاتيًّا هو في عرف الحقيقة خيانة لطبيعتها، وغمط لأهميتها، سواءً كان غلوًا في تقويمها
أم حطًّا من قيمتها.



[ لكي نتحرر من (أثر) هو الاستعمار، يجب أن نتحرر أولا من (سببه) وهو "القابلية للاستعمار.
فكون المسلم غير حائز جميع الوسائل التي يريدها لتنمية شخصيته، وتحقيق مواهبه؛ ذلك هو الاستعمار
وأما ألا يفكر المسلم في استخدام ما تحت يده من وسائل استخدامًا مؤثرًا، وفي بذل أقصى الجهد ليرفع من مستوى حياته،
حتى بالوسائل العارضة، وأما ألا يستخدم وقته في هذه السبيل فيستسلم لحظة إفقاره وتحويله كما مهملًا
يكفل نجاح الفنية الاستعمارية: فتلك هي القابلية للاستعمار.


-من الجميل حقا أن يحصل المرء على حقوقه التي يطالب بها، ولكن من المؤسف حقا أن نقلب نظام القيم
فنقدم الحقوق على الواجبات، فذلك يزيد نسبة التخليط والقلق والفوضى في حياتنا.


- الحاجة لا تكون فعّالة خلّاقة إلا حين يمنحها الضمير من روحه ما يحيلها عملًا مُلزمًا
وهذا العمل الملزم هو الذي يسر للمجتمع الإسلامي أن يحيل أفكاره وحاجاته إلى منتجات حضارة.
وليس يكفي مجتمعًا لكي يصنع تاريخه أن تكون له حاجات، بل ينبغي أن تكون له مبادئ ووسائل تساعده على الخلق والإبداع.

-ينبغي ألا يغيب في نظرنا أن "الواجب" يجب أن يتفوق على "الحق" في كل تطور صاعد،
إذ يتحتم أن يكون لدينا دائمًا محصول وافر، أو بلغة الاقتصاد فائض قيمة"
هذا الواجب الفائض هو أمارة التقدم الخلقي والمادي في كل مجتمع يشق طريقه إلى المجد.
وبناء على ذلك يمكننا القول: إن كل سياسة تقوم على طلب الحقوق ليس إلا ضربًا من الهرج والفوضى،

والحق أن العلاقة بين الحق والواجب هي علاقة تكوينية تفسر لنا نشأة الحق ذاته، تلك التي لا يمكن أن نتصورها منفصلة عن الواجب
وهو يعد في الواقع أول عمل قام به الإنسان في التاريخ!
فالسياسة التي لا تحدث الشعب عن واجباته وتكتفي بأن تضرب له على نغمة حقوقه، ليست سياسة، وإنما هي "خرافة"
أو هي تلصص في الظلام، وليس من مهمتنا أن نعلم الشعب كلمات وأشعارًا بل أن نعلمه مناهج وفنون

بمعنى أدق"ليس الشعب بحاجة إلى أن نتكلم له عن حقوقه وحريته، بل أن نحدد له الوسائل التي يحصل بها عليها
وهذه الوسائل لا يمكن إلا أن تكون تعبيرًا عن واجباته!

- ما كان لحضارة أن تقوم إلا على أساس من التعادل بين الكم والكيف،
بين الروح والمادة، بين الغاية والسبب، فأينما اختل هذا التعادل في جانب أو في آخر كانت السقطة رهيبة قاصمة. 


انتهى، أرجو أن تكون الأفكار قد ألهمتمكم  : )

.

This entry was posted on Sunday, August 01, 2010 and is filed under . You can leave a response and follow any responses to this entry through the Subscribe to: Post Comments (Atom) .

0 comments

Post a Comment