.
.
يبتهلانِ .. والدّمعُ غارقٌ في الجفون الحائرة
يتبتّلان، والقلبُ مُعلّقٌ بالسّماء
يرسُمَانِ في الأفقِ أمنيةً واحدة
"
مطرٌ
يشقّ سواد الغيمِ بنقائه، يبلّلُ أرواحًا آيلة للجفافْ
يخلع عنهما شقاء الأيّام وهمومًا أثقلت كاهليهِمَا
وهكذا كانا في كل ليلةٍ تمرُّ على وطنٍ خاوٍ إلا من أمانيهما..
يتبادلان الحديث عن صخب الحياة، عن فريد.. ومحمد
عن إرثٍ قديم، وصندوق العمّ أيمن
عن أيِّ شيء، وكلّ كلّ شيء
فالحديثُ يفرض عليهما شروطه ككل مرّة
مغلفًا بشيءٍ من المودّة
،
مؤمّلًا بكثيرٍ من الرّاحة المؤجّلة ..
تُرى.. كم تبعد المسافةُ بين الغريق والشاطئ في مواسم الغيم؟
"
في إحدى تلك الليالي الهادئة جدًّا،
تسلّلَ وقعُ أولى القطرات المزجاةِ بالبشرى لمسمعيهما
ابتسمَا في وجوم!
جذبَ أحدهما طرفَ السّتارِ نحوَهُ متمسّكًا به بقوّة، وشرعَ يراقبُ تتابعَ القطراتِ بانهمارٍ شديد،
كأنفاسه التي تبارزها بلهفة، متمتمة بشيءٍ من دعاء ..
أمّا الآخرُ فقد خرجَ كبقيّة الجموع
يُمتع ناظريه بالمشهدِ عن قرب، ويلامسَ القطرات اللامعة بكلتا يديه
وقطعًا.. لم ينسَ أن يرتدي فوق رأسه "مظلّة"، تقيهِ بركةَ السّماء
كلاهما مضى حيثُ أراد..
تاركًا للأرض - وحْدَها -
نشوةَ الارتواء!
3\10
..
وأظنّها قصيرة جدًّا!
This entry was posted
on Sunday, October 03, 2010
and is filed under
أُخرَى
.
You can leave a response
and follow any responses to this entry through the
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
.
مشكوور