ناج الحمامَ فطيفُ الرّوحِ يَسمعُهُ
ناجيهِ فجرًا فلحظُ الليلِ يُفزِعُهُ
ناجيهِ واسأل عن الأنسامِ هل شرُفَتْ؟
من البعيدِ أم انسابتْ تودِّعُهُ
أم استكانتْ لصفعِ الرّيحِ واجمةً
كأنها الموتُ يجثو، وهي تتبَعُهُ
ناجِ الحمامَ وسلْ عن ضيءِ مُهجتِنَا
كم زاورَ الفجرَ حتى بانَ مِخْدعُهُ
عاصٍ على الوهنِ مهمَا زاد سِطوتُهُ
يحثو الخطى، وطويلُ الدربِ يقطَعُهُ
يُساهرُ الليلَ والأقمارُ شاهدةٌ
تشعُّ أُنسًا إذا جافاهُ مضجعُهُ
تناثَرَ القلبُ في معراجِهِ جَذِلًا
وسط الدّياجِي وضوءُ الأفقِ يجمعُهُ
ما أثقل البينَ لو يأتيكَ مُحتكمًا!
ما أضعفَ المرءَ لمّا يأتِ.. يُفجِعُهُ
قد كانَ يلهجُ بالتسبيحِ منصرفًا
للهِ، كلُّ خلاياهُ وأضلُعُهُ
وغادرَ الجسم، ها قد حانَ موعدُهُ
وكلنا لإله الكونِ مرجِعُهُ
الرّوحُ تصعدُ للباري على مهَلٍ
كالطّيرِ لمّا جناحُ الشّوقِ يرفعُهُ
ما كنتَ تعلمُ إذ تلقاهُ منطرحًا
قد يخطئُ المرءُ يومًا ما يروّعُهُ
نستودعُ الله روحًا لا تُفارقنا
نستودعُ اللهَ من في القلبِ موضعُهُ
يسّاقطُ الوجدُ كلًّا من محاجرِنَا
لا ضيرَ! فالموت بأسٌ لستَ تدفعُهُ
بعض الدموعِ عطايا لستَ تُدركها
لا يشقَ بالصّبرِ من قد كان يجرعُهُ!
لو أنّ حسبكَ غيرَ اللهِ ما برحَتْ
عن الفؤاد جراحاتٍ توجِّعُهُ
يا ريحَ مكّةَ مُرّي صوبَ باحتِنَا
ألقِي السّلامَ على قبرٍ نُشيّعُهُ
وخبّئي العطرَ بين الغيمِ والنّسَمِ
فذلك تربٌ زكيُّ المسكِ أضوعُهُ!
لله قلبُ الوفا ما زال يذكرُهُ
كالصبٍّ يخلُدُ من ماضيهِ أروعُهُ
ذاكَ البهاءُ تسَاقَى الغيمُ موردَهُ
كأنّهُ النّهرُ دفّاقًا.. وأفرعُهُ
ارفع صلاتكَ للمولَى موشّحةً
ثوبَ اليقينِ فلا ريبٌ يُزعزعُهُ
واستمطرِ الشوقَ للقيا فجنّتُهُ
خيرُ المتاعِ ومن ذا عنكَ يمنعُهُ
لا يصرفُ المرءَ عن أقدارِهِ حذَرٌ
كلا ولا محضُ إرثٍ كانَ يجمعُهُ
رباه قد رحل الغالي جواركمُ
ربّاهُ فاجعلْ جنانَ الخلدِ موضعُهُ
متّعهُ في نزلِ الفردوسِ مكرُمةً
أنتَ الجوادُ ومنكَ الفضلُ نضرعُهُ
ناجيهِ فجرًا فلحظُ الليلِ يُفزِعُهُ
ناجيهِ واسأل عن الأنسامِ هل شرُفَتْ؟
من البعيدِ أم انسابتْ تودِّعُهُ
أم استكانتْ لصفعِ الرّيحِ واجمةً
كأنها الموتُ يجثو، وهي تتبَعُهُ
ناجِ الحمامَ وسلْ عن ضيءِ مُهجتِنَا
كم زاورَ الفجرَ حتى بانَ مِخْدعُهُ
عاصٍ على الوهنِ مهمَا زاد سِطوتُهُ
يحثو الخطى، وطويلُ الدربِ يقطَعُهُ
يُساهرُ الليلَ والأقمارُ شاهدةٌ
تشعُّ أُنسًا إذا جافاهُ مضجعُهُ
تناثَرَ القلبُ في معراجِهِ جَذِلًا
وسط الدّياجِي وضوءُ الأفقِ يجمعُهُ
ما أثقل البينَ لو يأتيكَ مُحتكمًا!
ما أضعفَ المرءَ لمّا يأتِ.. يُفجِعُهُ
قد كانَ يلهجُ بالتسبيحِ منصرفًا
للهِ، كلُّ خلاياهُ وأضلُعُهُ
وغادرَ الجسم، ها قد حانَ موعدُهُ
وكلنا لإله الكونِ مرجِعُهُ
الرّوحُ تصعدُ للباري على مهَلٍ
كالطّيرِ لمّا جناحُ الشّوقِ يرفعُهُ
ما كنتَ تعلمُ إذ تلقاهُ منطرحًا
قد يخطئُ المرءُ يومًا ما يروّعُهُ
نستودعُ الله روحًا لا تُفارقنا
نستودعُ اللهَ من في القلبِ موضعُهُ
يسّاقطُ الوجدُ كلًّا من محاجرِنَا
لا ضيرَ! فالموت بأسٌ لستَ تدفعُهُ
بعض الدموعِ عطايا لستَ تُدركها
لا يشقَ بالصّبرِ من قد كان يجرعُهُ!
لو أنّ حسبكَ غيرَ اللهِ ما برحَتْ
عن الفؤاد جراحاتٍ توجِّعُهُ
يا ريحَ مكّةَ مُرّي صوبَ باحتِنَا
ألقِي السّلامَ على قبرٍ نُشيّعُهُ
وخبّئي العطرَ بين الغيمِ والنّسَمِ
فذلك تربٌ زكيُّ المسكِ أضوعُهُ!
لله قلبُ الوفا ما زال يذكرُهُ
كالصبٍّ يخلُدُ من ماضيهِ أروعُهُ
ذاكَ البهاءُ تسَاقَى الغيمُ موردَهُ
كأنّهُ النّهرُ دفّاقًا.. وأفرعُهُ
ارفع صلاتكَ للمولَى موشّحةً
ثوبَ اليقينِ فلا ريبٌ يُزعزعُهُ
واستمطرِ الشوقَ للقيا فجنّتُهُ
خيرُ المتاعِ ومن ذا عنكَ يمنعُهُ
لا يصرفُ المرءَ عن أقدارِهِ حذَرٌ
كلا ولا محضُ إرثٍ كانَ يجمعُهُ
رباه قد رحل الغالي جواركمُ
ربّاهُ فاجعلْ جنانَ الخلدِ موضعُهُ
متّعهُ في نزلِ الفردوسِ مكرُمةً
أنتَ الجوادُ ومنكَ الفضلُ نضرعُهُ
من وحي الفقد!
27/12/1431
3/12/2010
This entry was posted
on Saturday, December 11, 2010
and is filed under
تَرنيمَة
.
You can leave a response
and follow any responses to this entry through the
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
.
السلام عليكم
شاعرتي للحرف عندك وقع خاص يقطر رقيا وجمالا وتأثيرا تبارك الرحمن أسعدك ربي
alyasamina
عزيزتي زينب،
آلمتني الكلمات كثيرًا، ولكنني أحسست بالسكينة التي أنزلها الله على قلبك الطاهر :)
أسأل الله أن يجعل فقيدكم من أهل الفردوس الأعلى وأن يجمعكم به في عليين
كوني بخير دائمًا
شعاع المالكي
يخلق الابداع من رحم المعاناة .. وهذه القصيدة دليل على ذلك .. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته . دمتي مبدعة بلا معاناة .
يخلق القصيد الابداع من رحم المعاناة .. وهذهة دليل على ذلك .. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته . دمتي مبدعة بلا معاناة .
عزيزتي حنان، أشكر لك تواجدكِ الدائم والألق،دمتِ سعيدة
شُعاع الحبيبة،
لو تعلمين حجم الابتسامة التي رسمها حضوركِ..
ممتنّة جدًّا لكِ
وكوني بخير كذلك :)
د. أحمد
شكرًا جزيلًا، شهادتكم أسعدُ بها
قرأتها مراراً وتكراراً وكأني بروحك تصلي بين أبيات القصيد وكأني به مبتسما ً يمسح الدمع عن عينيك ويقول لك إييه زينب قد اثلجت صدري وملأت ِ بالفخر ذكري..كلماتك جعلتني أطاول الثريا لا بما وصفتني وحسب بل بكِ أنت..ظلّي كما عهتدك بل فاجئيني كما فعلت لتوّك..رسمت بسمة ً على روحي وجعلتني دوما ً في ترقّب..بنيتي هوّني عليكِ فإنا إن شاء الله عما قريب في الجنة ملتقون..
سمحت لنفسي بقراءة المشهد ثانية ً اعتذر إن فعلت ما لا يحق لي ولكن حسبي بأني قرأت..
جعل الله لك قلماً مدراراً لا ينفد مداده ..ودمت بخير
بكيت كثيراً
يا للإيمان الأبيض في قلبك زينب
رحمهُ الله
آآآه ٍ يا زينب !!!
هذه الصفحة لا تفارق متصفحي من لحظة نزولها !!!
فأجدني أقرأ جزءً جزءً منها كلّـما دخلت وأجدها أمامي .. ولا أستطيع إغلاقها ..
هنيئا ً لك ِ بما عبّرت ِ به .. وإن شاء الله أنتِ نعم الفتاة له ، ونعم الولد ..
هناك الكثير ما يثور في صدري ولم أعرف كيف أعبّر عنه .. لكن ما كتبتيه أعطاني جرعة ً من الاطمئنان قليلا ً .. لأنـّي وجدت ما يؤنس ُ قلبي هنا
أشكرك ِ وبشدّة .. ولا أعلم ما أقول أيضاً
سوى أن يصبرك الله ويقوّيكِ أكثر وأكثر ..
ولا حول ولا قوّة إلا ّ بالله العليّ العظيم
="""